
حلّ مبتكر يُمكّن من كشف التسربات تحت الأرض دون حفر... ويُحدث نقلة نوعية في كفاءة إدارة المياه واستدامة البنية التحتية
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة 27 مايو 2025: أعلن معهد الابتكار التكنولوجي، المركز البحثي الرائد عالميًا والذراع التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، عن إطلاق استخدام جديد لتقنية رادار الفتحة الاصطناعية المحمول جوًا، المدمج في الطائرات المسيّرة، والذي يُتيح رصد تسربات المياه تحت الأرض في المناطق الحضرية والنائية دون الحاجة إلى الحفر أو إزالة التربة. وجاء الإعلان خلال مشاركة المعهد في المؤتمر العالمي للمرافق 2025، في خطوة تؤكد أهمية هذا الحدث كمنصة لاستعراض الابتكارات التي تعزز أمن البنية التحتية والمياه حول العالم.
وتعتمد هذه التقنية على موجات راديوية عالية التردد تُنتج صورًا عالية الدقة لسطح الأرض وما تحته، بفضل قدراتها التصويرية متعددة الترددات التي تجمع بين إشارات P وL وC، حيث يتيح تردد P اختراقًا أعمق للتربة، وتردد L لرصد أدق التغيرات في رطوبة التربة، فيما يُقدّم تردد C صورًا تفصيلية عالية الدقة لسطح الأرض. ويُساهم الدمج الذكي لهذه الترددات في كشف التشوهات والاضطرابات التي قد تشير إلى وجود تسربات مائية تحت الأرض، ما يُعزز من فاعلية الكشف المبكر، سواء في المدن أو البيئات الطبيعية.
وبعد أن أثبتت التقنية فعاليتها سابقًا في التطبيقات الأثرية والبنية التحتية، تم تحسين أدائها اليوم لتلائم البيئات الرملية، وتمكّنها من كشف التسربات على أعماق تصل إلى 40 مترًا، مما يُتيح لشركات المياه رصد الخسائر بدقة وتداركها قبل أن تتفاقم.
ومن جانبها، قالت د. نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي: "يمثل هذا التطبيق الجديد لمنصة SAR مثالًا ملموساً على تعددية استخداماتها ومرونتها في مواجهة التحديات الواقعية. من خلال الكشف غير التدخلي عن تسربات المياه، نمكّن مزودي الخدمات من رصدها مبكرًا، والحفاظ على الماء، الذي يمثل أحد أثمن موارد العالم."
ويساعد هذا النهج الاستباقي في تقليل الفاقد المائي وخفض التكاليف التشغيلية وتجنّب الأضرار الباهظة للبنية التحتية. كما يُسهم في إطالة عمر الشبكات وتقوية استراتيجيات إدارة الموارد، ويحقق وفورات ملموسة للحكومات والبلديات وشركات المرافق.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور فيليكس فيغا، كبير الباحثين في مركز بحوث الطاقة الموجّهة: "تكمن قوة أنظمة رادار الفتحة الاصطناعية في قدرتها على تمييز الإشارات المفيدة وسط الضوضاء، خصوصًا في بيئات صعبة كالتضاريس الرملية. وتركّزت أبحاثنا مؤخرًا على تحسين قراءة الانعكاسات وتحليل مستويات التماسك، ما أتاح لنا تحقيق قفزة نوعية في الأداء، لم تكن ممكنة حتى وقت قريب."
وبالمقارنة مع الحساسات التقليدية، تقدم تقنية رادار الفتحة الاصطناعية من معهد الابتكار التكنولوجي نطاقًا أوسع ودقة أعلى وأداءً ثابتًا في مختلف التضاريس والظروف الجوية. كما أن بنيتها القابلة للتوسّع ومرونتها في الدمج مع الطائرات المسيّرة تجعل منها حلاً مثاليًا لقطاعات مثل المرافق الحضرية والبنى التحتية الصحراوية والزراعة والاستجابة للكوارث.
وتأتي هذه التكنولوجيا في توقيت محوري، بالتزامن مع تعزيز استراتيجية الأمن المائي الوطني في دولة الإمارات. ومن خلال الحد من الفاقد المائي، تُسهم منصة رادار الفتحة الاصطناعية في رفع الكفاءة التشغيلية، وتعزيز القدرة على مواجهة التغير المناخي، ودعم إدارة الموارد بشكل مستدام – بما يتماشى مع أهداف مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050.