إحياء المستقبل في أبوظبي

Feb 11, 2021
Bringing the future to life in Abu Dhabi

قد يكون آخر ما تتوقع أن تجده في مجموعة حاويات شحن في وسط المدينة هو مزرعة خضراوات. لكن على مدار العام الماض، بدأت مزارع مدار الناشئة باستخدام ذلك الموقع في مدينة مصدر، أبو ظبي  في مجال الزراعة العمودية لزراعة الخضروات الورقية باستخدام مياه أقل بنسبة 95 في المائة مقارنة بالزراعة التقليدية.

وتعد مزارع مدار إحدى الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية التي تستفيد من الحوافز التي يقدمها مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO) بهدف تحفيز ودعم عملية تطوير حلول مبتكرة للزراعة الصحراوية المستدامة. وتعد هذه الشراكة جزءًا من برنامج الابتكار التابع لمكتب أبوظبي للاستثمار والذي تبلغ قيمته 545 مليون دولار والمخصص لدعم الشركات في المجالات عالية النمو.

في نوفمبر 2020، قال معالي الدكتور طارق بن هندي، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار، أن "أبو ظبي تمضي قدمًا في مهمتها وهدفها نحو تحويل الصحراء إلى أرض خضراء". وأضاف "لقد أوجدنا بيئة إيجابية تحفز ازدهار الأفكار المبتكرة، وتعمل الشركات التي دخلنا معها في شراكات في وقت سابق من هذا العام بالفعل على دفع نمو مزارع أبوظبي البالغ عددها 24000 مزرعة."

أصبحت الإمدادات الغذائية مصدر قلق كبير في جميع أنحاء العالم بسبب الوباء الذي يجتاح العالم، بالإضافة إلى آثار النمو السكاني وتغير المناخ، اللذان يضعان الكثير من الضغوطات الإضافية على أساليب الزراعة التقليدية الأقل كفاءة. تسارعت وتيرة الجهود الرائدة التي تبذلها أبوظبي لدفع الابتكار الزراعي، فهي مستعدة ومتحمسة للوصول إلى حلول متطورة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي.

الأشخاص الذين يقودون الانتقال إلى الطاقة المستدامة

إلى جانب العمل على دعم تطبيق التقنيات الزراعية الجديدة، تستثمر أبوظبي أيضًا في البحث والتطوير التأسيسي لمعالجة هذه المشكلة المتنامية.

 

في ديسمبر، قام مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة ATRC في الإمارة، الذي تم إنشاؤه حديثاً، والمسؤول عن تحديد استراتيجية البحث والتطوير في أبوظبي وتعزيز صورة الإمارة ودولة الإمارات العربية المتحدة على نطاق واسع كمكان يشجع المواهب في مجال التكنولوجية المتقدمة وموطن مرغوب للموهوبين، بالإعلان عن مسابقة مدتها أربع سنوات وجائزة قدرها 15 مليون دولار للأبحاث المتعلقة بالأمن الغذائي. تم إطلاق الجائزة من خلال أسباير، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة المشاريع في مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، بالشراكة مع مؤسسة إكس برايز، حيث تدعم هذه الجائزة وتحفز تطوير بدائل بروتينية صديقة للبيئة بهدف "إطعام المليار القادم" .

 

تحديات عالمية، وحلول محلية

الأمن الغذائي ليس التحدي العالمي الوحيد ضمن أهداف البحث والتطوير في الإمارات. في نوفمبر 2020 ، أعلن مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة عن إطلاق معهد الابتكار التكنولوجي (TII)، الذي تم إنشاؤه لدعم الأبحاث التطبيقية في الأولويات الرئيسية في مجالات الأبحاث الكمية، والروبوتات المستقلة، والتشفير، والمواد المتقدمة، والأمن الرقمي، والطاقة الموجهة والأنظمة الآمنة.

يوضح فيصل البناي، الأمين العام للمركز قائلاً: "لا يتم اختيار التقنيات التي نعمل على تطويرها في معهد الابتكار التكنولوجي بشكل عشوائي، فهذه الأبحاث تكمّل المجالات ذات الأهمية الوطنية، على سبيل المثال، تعتبر تقنيات الكم والتشفير ضرورية لحماية البنية التحتية الحيوية، كما يمكن استخدام وتوظيف أبحاث الطاقة الموجهة في مجال الرعاية الصحية. ومن منظور أوسع، سيكون لتقنيات وأبحاث معهد الابتكار التكنولوجي تأثيراً عالمياً."

سيتم تطوير اتجاهات البحث المستقبلية من قبل أسباير التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، وبالتعاون مع أصحاب المصلحة ضمن مجموعة متنوعة من قطاعات الصناعة.

يقول فيصل البناي: "تقوم أسباير بتحديد المشكلة، ووضع الأهداف، ومراقبة تقدم المشاريع. كما تتخذ قرارات مهمة تتعلق باختيار شركاء البحث وتخصيص التمويل، لضمان توافق أولويات البحث والتطوير مع أهداف التنمية الواسعة لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. "

رعاية مواهب الجيل القادم

لمواجهة هذه التحديات، أطلق مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة مبادرته الأولى على شكل برنامج لتطوير المواهب المسمى NexTech، والذي بدأ في توظيف 125 باحثاً محلياً، ممن سيعملون في 31 مشروعاً بالتعاون مع 23 مركزاً بحثياً رائداً.

إلى جانب الجامعات والمعاهد البحثية من جميع أنحاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا وأمريكا الجنوبية، تشمل مجموعة الشركاء جامعة خليفة في أبوظبي وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تعد أول معهد يركز على الذكاء الاصطناعي على مستوى الدراسات العليا في العالم.

ويقول فيصل البناي: "هدفنا هو صقل مهارات الباحثين من خلال السماح لهم بالعمل في مختلف التخصصات وبالتعاون مع خبراء معروفين عالمياً."

بالإضافة إلى الشركاء في المجال الأكاديمي، يعمل معهد الابتكار التكنولوجي أيضًا مع عدد من شركاء الصناعة، مثل شركة فيرجن هايبرلوب المختصة بتكنولوجيا الهايبرلوب. ويشير البناي إلى أن مثل هذا التعاون في مجال الصناعة يعد ضرورياً فهو يضمن أن أبحاث معهد الابتكار التكنولوجي تتطرق بشكل مباشر إلى المشكلات ذات الصلة ولها إمكانية واضحة للتأثير في المجال التجاري من أجل دعم إيجاد فرص عمل جديدة في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة.

ويضيف أنه "من خلال التعامل مع أفضل المواهب العالمية والجامعات والمؤسسات البحثية والجهات الفاعلة في الصناعة، يلعب معهد الابتكار التكنولوجي دور الرابط في المجتمع الفكري،  مما يعزز مكانة أبوظبي والإمارات كمركز عالمي للابتكار ويساهم في تنمية وتوسيع الاقتصاد القائم على المعرفة."