منصة تحكم إلكترونية متقدمة تُسرّع وتيرة التقدّم نحو الحوسبة الكمّية العملية
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة – 1 أكتوبر 2025 - أعلن معهد الابتكار التكنولوجي، ذراع الأبحاث التطبيقية في مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، إطلاق منصّة "منارة" للتحكّم الإلكتروني المخصّصة للحوسبة الكمّية، في إنجازٍ جديد ضمن مجال الإلكترونيات فائقة السرعة. وتمثل "منارة" ممكّناً أساسياً لبناء حواسيب كمية مستقبلية فائقة القدرات، بما يعزز قطاعات حيوية تمتد من الرعاية الصحية إلى الطاقة.
وتحظى الحواسيب الكمية بتقدير واسع بوصفها من أكثر الابتكارات المستقبلية تأثيراً، إذ يُتوقَّع أن تحلّ مسائل تبقى عصيّة حتى على أقوى الحواسيب الفائقة اليوم. لكن الوصول إلى هذه المرحلة يتطلب مستوى عالياً من التحكم في البتات الكمية (Qubits)، المكوّن الأساسي لهذه الأجهزة فائقة التطور. ومع إطلاق منصة "منارة"، نجح معهد الابتكار التكنولوجي في إظهار القدرة على إدارة عشرة بتات كمية بدقة غير مسبوقة، مما يمهّد السبيل نحو جعل الأنظمة الكمية الضخمة حقيقة ملموسة.
وفي هذا السياق، قالت د. نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي: "يكمن جوهر هذا الإنجاز في قدرتنا على التحكم بالأنظمة الكمية بدقة استثنائية، وتمثل منصة منارة خطوة حاسمة نحو تطوير تقنيات كمية واسعة النطاق، تساهم في تعزيز ريادة أبوظبي عالمياً في هذا المجال الواعد."
تؤدي إلكترونيات التحكم الكمي دور "الجهاز العصبي" للحاسوب الكمي، إذ ترسل الإشارات فائقة السرعة اللازمة للتحكم في الحالات الكمية الهشّة. ومع منصة «منارة»، طوّر معهد الابتكار التكنولوجي نظاماً قادراً على مزامنة عدة لوحات إلكترونية بدقة زمنية أدق من 100 بيكوثانية (جزء واحد من تريليون جزء من الثانية)، وهو مستوى أساسي لتنفيذ العمليات الكمية المعقدة.
وبالإضافة إلى أدائها المتفوق، توفر المنصة ميزة اقتصادية لافتة، إذ تُعد أكثر توفيراً بما لا يقل عن خمسة أضعاف مقارنة بالخيارات التجارية الحالية، الأمر الذي يسرّع التجارب ويجعل الوصول إلى القدرات الكمية المتقدمة أكثر شمولية.
ويُجسّد هذا الإعلان لحظة فارقة في إطار استراتيجية المعهد طويلة المدى لتقديم منصة متكاملة للحوسبة الكمية تمتد عبر العتاد الصلب وإلكترونيات التحكم والبرمجيات والتطبيقات. كما أنه يؤكد التزام أبوظبي نحو تعزيز قدراتها السيادية في المجالات التكنولوجية الناشئة ذات الأهمية العالمية.
